بإقتضاب سريع سألت الست مديره العلاقات العامه بالبرلمان الغاني ، سمراء اللون خفيفة الظل رغم قسوتها التي تعلو جبينها ،
الزميل عصام كامل الكاتب الصحفي رئيس تحرير فيتو ، من أنتم ..؟ رد مبتسما .. نحن مجموعه من الصحفيين المصريين K
واردف قائلا نمثل عدة صحف مصرية مختلفه ، للتعرف على غانا و شعبها و ثقافتها و لنتعرف علي مجتمعكم عن قرب ،
ردت .. اهلا بكم في البرلمان الغاني المنتخب ، نحن اصبحنا مجتمعا ديمقراطيا ، و نملك ادواتها ، ونظرت الينا جميعا مرحبه فانتم من مصر بلد الحضاره والتاريخ ، انها مصر بلدا عريق ،
وهنا تيقنت ان ابتسامة موظفة الحجر الصحي في مطار ” أكرا” لدي سؤالنا عن اشياءا كثيره منها التطعيمات التي حصلنا عليها قبل وصولنا ، وكانت الاجابه بالنفي ،
واصطحبتنا الي حجرة الحجر الصحي وعلامات الاندهاش تعلو جبينها ، وقالت مصر بلدا كبير ، لم استوعب وقتها ذلك ،
في البرلمان الغاني جلست المسؤولة تحكي لنا تجربة غانا في ارساء مباديء الديمقراطيه وكيف تتم العمليه الانتخابيه ،
وصراع الحزبين الكبيرين حول التأكيد علي نزاهة الانتخابات والوصول الي عتبة البرلمان باراده شعبيه تعبر عن فصيليين من الشعب احدهما مسيحي يصل تعداده الي اكثر من 60 بالمائة ،
وفصيل اخر مسلم يمثل الأقلية ، لا خلاف بينهما ولا حساسيه ولا تمييز في الحقوق والواجبات فالجميع امام القانون سواسيه ولا مجال للواسطه والمحاباه ،
الجميع يتفق علي مستقبل الوطن ، معارضه وحكومه ، رجال وسيدات ، فقراء واغنياء ، قاطعها زميلنا احمد ابراهيم ،المذيع بالاذاعه المصريه وسالها عن طبيعة العلاقات بين مجلس النواب المصري والبرلمان الغاني ،
بذكاء شديد قالت . نرغب في ذلك وطالما رغبنا في التواصل مع مصر والشعب المصري ، انتقلنا الي غرفة الصحافه لمتابعة جزء من جلسه للبرلمان بشروط فرضتها علينا طبقا للقواعد والاعراف المتعارف عليها ،
نصف ساعه قضيناها في متابعة رد الحكومه علي طلب إحاطه تقدمت به المعارضه ، إتسمت بالحده والغلظه لكن لم يكن هناك خروج عن المالوف،
بل كانت الابتسامات السياسيه تعلو علي صوت الحكومه احيانا ، في حدود اللباقه والادب كان الخلاف السياسي ،
مشهد ديمقراطي إستمتعنا به وفقدناه من زمن بعيد ينم عن سلوك حضاري لشعب عاني كثيرا من استغلال الإستعمار الأجنبي له ولثرواته ،
شعب يملك رغبه حقيقيه في البناء والتعمير فصنع لنفسه قوانين وإحترمها ، إتفق الجميع عليها و لم يدخر جهدا في ازالة كل معوقات الاستثمار ،
حتي إن الإجراءات التي اتخذها تفوق نظيرتها في بلاد كبيره متقدمه لذلك نجح في جذب استثمارات حقيقيه متنوعه ومتعدده ، ومنها استثمارات مصريه اقيمت المشروعات من اجل خلق اقتصاد حر ،
رغم ان جلسات البرلمان يتم يثها دون مونتاج او حذف وفي الحال ، أعجبني حرص الصحفيين علي تسجيلها ايضا ، وإحترامهم لقواعد البرلمان ، وانضباطهم .
وجود اسرائيل و توغلها داخل أفريقيا أثار حفيظتى كثيرا ، فمصر تملك بنية تاريخية و تراثا من العلاقات يسمح لنا بشراكة كبيرة فى كافة المجالات مع غانا ، و تحقيق عوائد اقتصادية لن تتحقق من وجودنا فى شبه الجزيرة العربية ، الوطن الأفريقى جزء من ثقافتنا رغم إختلاف اللغات و اللهجات ،
عودة مصر الى غانا أصبح واقعا لم تحققه لنا العلاقات السياسية أو الدبلوماسية المصرية وحدها ، بل حققه شباب مصرى يعمل فيها ، يستثمر أموال ضخمة فلقد إستطاع سعيد دراز خلق نموذج لأبناء مصر الشرفاء فى إقامة جسور من المصداقية و ضرب مثلا للمصرى الجاد ، إستطاعت مجموعته الإستثمارية ( إيروجيت) بناء ثانى أكبر مصفى للذهب بإفريقيا و سادس مصفى على مستوى العالم يرفرف عليه علم مصر بجوار العلم الغانى ،
كم كان المشهد عظيما بالنسبة لى و كم كان يحمل معانى كثيرة ،
وقف علاء سعيد دراز فخورا يحكى للصحفيين عن تنوع الإستثمارات للمجموعة الاقتصادية فى غانا ، و وقتها شعرت أن شباب مصر ما زال يملك أدواته ، لم تلوثه المتغيرات السياسية و الإجتماعية التى تعرض لها مؤخرا ، لم يفقد بل أنه إستطاع أن يفرض نجاحاته فى دول كثيرة ، و لم ينتظر مساندة من أحد ، علاء دراز شاب أراد أن يصنع مستقبله فإتجه مع والده الى أفريقيا ، فى حكاياته عن زيارة بعض الوزراء لمشروعات ( إيروجيت ) فى غانا يجسد حلم شاب مصرى ، يتملكه الحماس و حبه لوطنه الأم مصر ،

إن مساندة هؤلاء الشباب أصبح أمر حتمى ، فهم سفراء جدد لمصر فى أفريقيا ، و رسل السلام و التواصل الغير رسمى و الذى ياسهم فى زيادة الروابط الإنسانية و الإجتماعية بين الشعوب .
” العمدة “، “الكينج” كلها مسميات أطلقوها على سعيد دراز رجلا مصريا ناضل من أجل خلق كيان إستثمارى إقتصادى ضخم فى غانا و أصبح منارة مصرية على أرضها ، بتواضع شديد يقول نحن نفخر كمصريين بالإنجازات التى حققناها هنا ، شبابنا أمامه فرص كبيرة و عظيمة و يعمل من خلال دراسات مستفيضه و خطط واضحة لمشروعاته هنا فى غانا ،


Source
: twasol4arab.com